You are currently viewing الذهلي كبير أعلام الحديث وسيرته العطره

الذهلي كبير أعلام الحديث وسيرته العطره

سوف نتناول في تلك المقالة أحد أعلام الحديث بخراسان وكانت له الإمامة بالنيسابور صاحب علم واسع ورحلات كثيرة لطلب العلم وله الرأي والمشورة بخراسان من أهم المحدثين في زمانه، صنف وترجم كل أقوال الذهلي رحمة الله عليه وكان محل أحترام وتقدير علماء عصره، وهو الإمام الذهلي.

سوف نتحدث عن نشأته ومولده ورحلاته العلمية وأنجازاته في الإسلام ووفاته في هذه المقالة.

مولد الذهلي ونشأته

هو أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس ين ذؤيب النيسابوري الذهلي، ولد بنيسابور عام 172 هجريا، وهو أحد الأئمة من رواة الحديث عند أهل السنة والجماعة وهو العلامة الحافظ البارع عالم أهل المشرق  في خراسان.

كان الذهلي واسع العلم والمعرفة، وقد قال عنه الإمام الذهبي رحمة الله تعالى عليه: كتب عن العالي والنازل، وكان بحراً لا تكدره الدلاء، جمع علم الزهري وصنفه وجوده، ومن أجل ذلك كان يقال له الزهري وأيضاً كان يقال له الذهلي، وانتهت إليه رئاسة العلم والعظمة والسودد ببلده، وكانت له جلالة عجيبة بنيسابور من نوع جلالة الإمام أحمد ببغداد، ومالك بالمدينة.

من مواقفه

قال الحاكم النيسابوري: سمعت أبا علي محمد بن أحمد بن زيد المعدل يقول: سمعت يحيى بن محمد بن يحيى الذهلي يقول: دخلت على أبي الصيف الصائف وقت القائلة وهو في بيت كتبه وبين يديه السراج وهو يصنف، فقلت له: يا ابه، هذا وقت الصلاة، ودخان هذا السراج بالنهار، فلو نفست عن نفسك، فقال: يا بني، تقول لي هذا وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين؟.

وقال الحاكم النيسابوري أيضاً: سمعت محمد بن أحمد بن زيد وهو عدل رضي الله عنه يقول: سمعت محمد بن يحيى الذهلي، وكنت واقفاً على رأسه ، بعد الفراغ من المجلس، وبيدي قلم فنقط نقطة على ثوبه، فرفع إلي رأسه، فقال: تراني أحبك بعد هذا؟.

رحلاته في طلب العلم

أرتحل بطلب العلم منذ صباه بعد أن تعلم من شيوخ نيسابور وجد إن هذا العلم لن يكفيه للوصول لمبتغاه، فذهب إلى البصرة وسمع هناك من سعيد بن يحيى القطان وأيضاً سمع من أبي داود الطيالسي وغيرهم من الأئمة الكبار ثم أرتحل إلى الكوفة وسمع هناك من أسباط بن محمد وعمرو بن محمد القنعزي ويعلى بن عبيد ومحمد أخيه وغيرهم من الأئمة المشهورين بالكوفة.

ثم ذهب إلى واسط وسمع هناك من يزيد بن هارون وعلي بن عاصم، ثم أرتحل إلى بغداد وسمع هناك من أبي النضر والواقدي والأسود بن عامر وخلق كثار، ثم أرتحل إلى مكة وناك سمع من أبي عبد الرحمن المقريء وطبقته، وبالمدينة سمع من عبدالله بن نافع وعبد الملك بن ماجشون ثم ذهب إلى اليمن وهناك أكثر عن عبد الرزاق وسمع من إبراهيم بن الحكم بن أبان وغيرهم من كبار أئمة اليمن في عصره.

ثم أرتحل إلى مصر وسمع من عمرو بن أبي سلمة وأبي صالح ويحيى بن الحسان، ثم ذهب إلى الشام وهناك سمع من الفريابي والهيثم بن جميل وغيرهم، وبالجزيرة سمع من عمرو بن خالد والنفيلي وغيرهم كثيرين.

محنة الذهلي مع الإمام البخاري رحمة الله عليه

بعد أن صار إلى شتى الأمصار لتلقي الحديث وتعلمه الكثير من كبار أئمة الحديث، رجع إلى بلده نيسابور حيث أستقر لتدريس ما تعلمه لأهل بلدته بنيسابور فأصبح ذا شأن وإمامة بخراسان وكان صاحب الأمر والنهي يبجله أهل خراسان كلها ويحذو على حذوه الكثيرين ويأتي إليه الطلاب من شتى الأمصار في ذلك الوقت.

جاء البخاري إلى خراسان وكرموه أهل خراسان وأحتفلوا بقدومه أحتفالاً كبيرأ وتوافد طلاب العلم على الإمام البخاري رحمة الله عليه وكان من ضمنهم محمد بن يحيى الذهلي كان يدعوا الناس لحضور مجالس البخاري وكان يسمع منه ويدون من يقوله وأصبح ملازم للإمام البخاري رحمة الله عليه في ذلك الوقت وقعت محنة خلق القرآن.

وقد وقع النفر بين البخاري ومحمد بن يحيى بسبب مسألة التلفظ بالقرآن وهل هو مخلوق؟ فكان محمد بن يحيى وأحمد بن حنبل وأبو زرعة ينهون عن الخوض في ذلك الحديث، وقد أشار البخاري أثناء مجلسه عن خلق أفعال العباد إلى أن التلفظ بالقرآن مخلوق، وهو حق كذلك.

ولكنهم أبوا الخوض في عبارات المتكلمين، وهنالك وقعت المحنة بسبب الحرب التي وقعت عليه من أنصار محمد بن يحيى الذين رفضوا قوله والأستماع له بالرغم إن البخاري ذكر أكثر من مرة أن القرآن كلام الله وأن أفعال العباد مخلوقه، وبسبب هذه المحنة هاجر البخاري نيسابور مستخفياً وتألم البخاري من فعل محمد بن يحيى، ولكنه روى عنه في صحيحه في الجنائز والطب والصوم وغير ذلك من المواضع، فكان يقول مره: حدثنا محمد لا يزيد عليه ومره يقول حدثنا: محمد بن عبد الله ومره ينسبه إلى جده وهكذا في كل المسائل المذكورة من محمد بن يحيى.

تتلمذ على يد

تتلمذ على يد الكثيرين من الشيوخ والأئمة الكبار الحفاظ الصادقين فروى عنهم وأستمد ودون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم.

  1. أحمد بن حنبل.
  2. عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن.
  3. عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان.
  4. عبد الله بن يوسف.

وغيرهم الكثيرون والكثيرون.

تتلمذ على يده

تتلمذ على يده الكثيرين من الأئمة المشهورين كما روى عنه كبار الشيوخ، ومنهم.

  1. محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة.
  2. أحمد بن سلمة بن عبد الله.
  3. أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد بن مسلم.
  4. حسين بن محمد بن مودود بن حماد.

وغيرهم الكثيرون.

انجازات الذهلي في الإسلام

قدم محمد بن يحيى الذهلي العديد لطلاب العلم فقد كانت مجالسه تعج بالطلاب من مختلف الأمصار، كما إنه جمع وصنف وجود أحاديث الإمام الزهري في مجلدين وهما.

  • علل حديث الزهري.
  • كتاب التوكل.

قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)

من أقوال العلماء والسلف في الذهلي

  • قال عنه أبو بكر بن أبي داود: (( أمير المؤمنين في الحديث)).
  • أيضاً قال عنه أبو بكر بن زياد الشافعي: (( إمام في الحديث)).
  • أيضاً مدحه أبو حاتم الرازي رحمة الله عليه فقال: (( ثقة إمام أهل زمانه)).
  • أيضاً قال عنه أبو حاتم بن حبان البستي: (( كان متقناً من الجماعين للحديث والمواظبين عليه مع إظهار السنة وقلة المبالاة بمن خالفها)).
  • أيضاً قال عنه أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: (( قدمه على البخاري وقال: وهو شيخه)).
  • مدحه الإمام أحمد بن حنبل فقال: (( أذهبوا إليه وأكتبوا عنه)) ومرة أخرى قال: (( ما رأيت أحداً أعلم بحديث الزهري منه ولا أصح كتاباً منه )). ومرة أخرى قال أيضاً: (( لو عندنا لجعلناه إماماً في الحديث)).
  • أيضاً قال عنه أحمد بن سيار المروزي: (( ثقة كتب الكثير ودون الكتب)).
  • مدحه أحمد بن شعيب النسائي فقال: (( ثقة مأمون)) ومرة أخرى قال عنه: (( ثقة ثبت أحد الأئمة في الحديث)).
  • مدحه ابن حجر العسقلاني فقال: ((ثقة حافظ جليل)).
  • كما مدحه الخطيب البغدادي فقال: (( أحد الأئمة العارقين والحفاظ المتقنين، والثقات المأمونين)).
  • قال عنه الإمام الذهبي رحمة الله عليه: (( الإمام العلامة الحافظ البارع، شيخ الإسلام، وعالم أهل المشرق، وإمام أهل الحديث بخراسان، سمع وأرتحل وكتب العالي والنازل، وكان بحراً لا تكدره الدلاء، جمع علم الزهري وصنفه وجوده من أجل ذلك يقال له الزهري، أنتهت إليه رئاسة العلم والعظمة)).
  • قال عنه المزي: (( الإمام الحافظ)).
  • كما قال عنه محمد بن إسحاق بن خزيمة: (( إمام أهل عصره بلا مدافعة)).
  • قال عنه محمد بن العباس بن الأخرم: (( ما أخرجت خراسان مثله)).
  • قال عنه محمد بن عبد الوهاب الفراء: (( إمام ثقة مبرز)).
  • كما قال عنه مسلمة بن القاسم الأندلسي: (( ثقة)).

أجمعوا علماء وشيوخ وأئمة عصره من الفقهاء والمحدثين على إمامته في علم الحديث وكان صاحب شأن عظيم ووصلت شهرته لكافة الأمصار الإسلامية فتوافد عليه الطلاب وعلماء عصره وشيوخه أيضاً لكي يرووا عنه الأحاديث.

قد يهمك أيضا: ابو سلمه بن عبد الرحمن بن عوف

وفاته

توفي الإمام الذهلي يوم الثلاثاء من شهر ربيع الأول وقيل إنه توفي يوم الأثنين من شهر ربيع الأول عام 258 هجرياً، عن عمر يناهز الست وثمانين عاماً، وقد قال الحاكم النيسابوري عن جنازته: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول: (( رأيت جنازة محمد بن يحيى، والناس يعدون بين يديها وخلفها، ولي ثماني سنين)).

ولما توفي محمد بن يحيى الذهلي رحمة الله عليه، تقدم في الصلاة عليه أمير خراسان محمد بن طاهر في ميدان الحسين.

قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

سير أعلام النبلاء للذهبي.

تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.

وفيات الأعيان لأبن خلكان.

تذكرة الحفاظ للذهبي.

التعديل والتجريح لأبي الوليد الباجي.

شذرات الذهب

الأعلام للزركلي.

اترك تعليقاً